ع.قل.ب – بقلم د. عبدالله باهي


حرب دامية

أنا ضحيتها

فمن اختار

 

عقل يريني الطريق ويقنعني بالأسباب

يأخذني بيدي فتفتح لي الأبواب

هو الذي يقول لي إن كان ما أمامي ماءً.. أم مجرد سراب

يحدثني بالليل بعد نوم الأحباب

فيشعل في داخلي أحاديثاً وأسئلةً ليس لها جواب

إلى أين تأخني يا عقلي؟

إلى مستقبل مشرق, أم تجرني للخراب؟

ألست من يصل رشده في عمر الشباب؟

ويطلقني حراً طليقاً بدون قيود.. ام أنه وعد كذاب؟

 

استمع إلي يا بن آدم.. وأنصت لي

أنا عقلك الذي عاشرك منذ وقت طويل

وأضاء لك الطريق عندما ضللت السبيل

أعلم أني خيبت ظنك بعض الأحيان.. صبرٌ جميل

أتذكر مئات المواقف التي لم أخيبك فيها؟

وكنت لك السند والخليل؟

أهكذا تكافئني؟ أهذا هو الجزاء النبيل؟

 

صحيح.. معك حق.. أعتذر على هذا العتاب

أعلم أنك لست السبب في كل هذا العذاب

حتماً إنه قلبي الذي سيوصلني للإكتئاب

 

أحقاً تلقي علي اللوم أيها الحبيب؟

القلب مصدر الحب والنقاء وللحزن الطبيب

أنا سعادتك في هذه الحياة.. عقلك هو الغريب

ما فائدة منطقه ورزناته و تشدده

اذا كان لا يسعدك؟ شيءٌ عجيب

أنا حدسك.. بوصلتك.. أنا إلهامك

أنا بصيرتك.. أنا من يجعلك لربك قريب

أنا من علمك العشق ومنبع ذاك اللهيب

أنا الذي كنت أنبض قبل ولادتك وقبل أن تعقل

وسأكون معك حتى المشيب

 

توقفا عن الجدال أنتما الإثنان

لقد علمت من سأختار الآن

قليل من العقل والقلب سيوصلني لبر الآمان

حكمة العقل وشغف القلب هما ما ميّز الله بهما الإنسان

ليوصلاه إلى رضا مولاه وإلى جميل الجنان

قلب وعقل على كفتي الميزان.. ألا تطغوا في الميزان

فاللهم إني أعوذ بك أن أطغى على قلبي وعقلي

وأعوذ بك من زلات اللسان

Leave a comment